جبهة وادي هور الديمقراطية
هي حركة ثقافية ثورية ثقافية سياسية سلمية تهدف لإقامة إقليم دار زغاوة (إقليم بيربي) كمركزية ثقافية و سياسية لشعب الزغاوة في السودان، مستندة على الإرث الحضاري لممالك الزغاوة قبل الميلاد ومملكة كانم بعد الميلاد، وتتبنى هويتنا الثقافية الخاصة بنا كقومية لنا لغتنا وهويتنا الشمال إفريقية. مع التأكيد على حق جميع المكونات الدارفورية في الإقليم باعتبارهم جزء من النسيج الاجتماعي الواسع على امتداد قرون.
الرؤية السياسية
اننا نسعي لقيام اقليم بيربي في اطار اتحاد الاقاليم السودانية الفدرالية، اقليم مستقل سياسياً وهوياتياً وله خصوصية لغتنا وهويتنا الشمال إفريقية. ونرفض تماماً سلب هويتنا الشمال افريقية ووضعنا في هوية دولة عربية تتبع للجزيرة العربية. هذه الرؤية تعكس صرخة شعب مدرك لواقعه... وعانى ولا يزال يعاني ويلات العنصرية من دولة الأحادية العرقية العربية والثقافية. مورس ضده كل صنوف الاقصاء وحرمان حقوق المواطنة، فانسان البيربي ظل منذ خروج الانجليز يعيش واقعاً استعمارياً بغيضاً آخر يقطع مئات الكيلومترات متجهاً الي الفاشر فقط لاستخراج بطاقة جنسية، ونساءنا الحُمل والمرضي يموتون في الطريق متجهين الي الفاشر والخرطوم لأبسط اسباب مرضية كالنزيف وغيرها بحثاً عن مستشفي تخصصي. وفوق هذا تعرضنا لأسوأ الجرائم في التاريخ البشري شهد له العالم من تطهير اثني وإبادة جماعية واغتصابات للنساء وتعذيب المثقفين في المعتقلات ومطاردة التجار في محاوله للقضاء علينا بشكل نهائي. لذلك نحن الآن لن نعترف بالدستور السوداني ولا أي من الوثائق الدستورية التي تصدر من السلطات الإنتقالية للسودان والقوي الحزبية الخرطومية ولا بالمؤتمرات الدستورية، ونعتبر كلها مجرد أساليب واجراءات لاستمرار السيطرة وبنية الدولة الاستعمارية.
الرؤية الثقافية
قبل تحرير الأرض، أول خطوة هي التحرر والاستقلال من الإستعمار الثقافي العربي. وهذا يتطلب المعرفة الجيدة بأحدي أهم أدوات الدولة السودانية المستعربة في تسويق التعريب وهي الأحزاب الأيديولوجية التي تتخفي أحياناً باسم الاسلام وأخرى باليسارية. هؤلاء هم الأخوان المسلمون والسلفيون (بمسمياتهم المختلفة: وطنيين، شعبيين، طائفيين، وسطيين...) ونظراؤهم من اليسار العربي (الشيوعيين، البعثيين، الناصريين...). هذا الاستعمار أخطر حتي من الاستعمار الغربي لأنه استعمار ذهني هوياتي وفكري ولغوي وأيديولوجي، حيث عن طريقه يتحول انسان وادي هور من انسان شمال إفريقي جنسياً الي انسان عربي آسيوي، وتتغير هويته ولغته وتفكيره وطموحه ليصبح انساناً مهزوماً داخلياً جراء هذا الاستعمار العروبي، فيكون لديه قابلية كبيرة للتبعية، بل أحياناً يكون مهووساً بهوية استعمارية تعمل ضد وجوده الهوياتي والمادي.
إنّ مجهوداتنا الأساسية ينبغي أن تركز علي وحدة شعب البري لأجل تحرير انسان وتراب البيربي من دنس الدولة السودانية الاستعمارية، وإعادة هويتنا الشمال إفريقية استناداً علي الموروث الحضاري العريق لمملكة كانم، وتنظيم تراثنا ولغتنا، وتطوير ثراءنا الفني وهو الأجمل في كل بلاد السودان.
إنَّ صورة الدولة السودانية في نظر البري ملطَّخة بالضغينة والسلبية. فهي من أجل طمس موروثهم الحضاري وإلغاء لغتهم ومحاربة فنونهم وثقافتهم، تمهيداً لمشروع الاستيطان التوسعي لجامعة الدول العربية في افريقيا. تم شطب تاريخ الزغاوة وممالكهم التاريخية (كانم) من المناهج التعليمية، ومنعت تراثهم وفنونهم من المشاركة في المؤسسات الإعلامية. بل لم تكتفِ بذلك، فقسمت الأدوار لوضع حد نهائي لهم. فتولت مؤسسات الخدمة الوطنية مسألة الاقصاء من الوظائف ونشر الكراهية عن البري في اوساط الشعوب السودانية، فأصبح المزاج العام للدولة يبغض الزغاوة لدرجة أن أبناء البري يتعرضون باستمرار للتنمر في المؤسسات العامة، ويتم عرقلة استخراج شهادات الجنسية، وكثيراً ما يطلق عليهم "التشاديين". أما المؤسسات السياسية والأمنية فرسمت الخطط الحربية، فانتهت بحملة وحشية ضدهم بدأت في ثمانينات القرن الماضي وتوجت بعملية تطهير عرقي وإبادة واسعة في ألفينيات القرن الحالي. هذه الحملة الوحشية الواسعة خلفت الآلاف من الضحايا ومئات حالات اغتصاب النساء، وأكثر من مئة وخمسين ألف لاجئ ونازح في جمهورية تشاد وداخل السودان. تلك هي حصيلة مشروع الاستعمار العروبي التوسعي في السودان والذي لا يزال مستمراً.
من هم شعب الزغاوة
الزغاوة هم أحد الشعوب الإفريقية العريقة التي تعيش في منطقة الساحل الإفريقي، ويُعتبرون من أقدم المجموعات الإثنية في إقليم دارفور بغرب السودان وشمال تشاد. عُرفوا تاريخيًا بأنهم شعب محارب، تاجر، ومبدع في الزراعة والرعي، ولهم نظام اجتماعي وسياسي متماسك.
أين يقطن الزغاوة
- شمال وغرب دارفور (خصوصًا في مناطق كُتُم، كُرنوي، أم برو ، الطينة، كُبكابية، ومليط).
- شمال ووسط تشاد، في بعض المدن ولايات مثل العاصمه انجمينا وابيشي وادي فِرا وأُمّ جرس.
- جاليات في ليبيا والنيجر، و تواجد ايضا في المدن السودانية الكبرى مثل الخرطوم والجزيرة وأم درمان ونيالا والفاشر.
لغة الزغاوة
يتحدث الزغاوة لغة تُعرف باسم “لغة برّيا” (Beri)، وهي لغة من فصيلة اللغات النيلية الصحراوية، ولها عدة لهجات محلية. كما يتحدث كثير من الزغاوة العربية كلغة ثانية، خاصة في السودان والفرنسيةفي تشاد نتيجة للتأثيرات التاريخية والتعليم الحديث فاصبحوا ثنائيي أو ثلاثيي اللغة في كثير من الحالات مما جعلهم يجيدون الترجمة والتواصل بين المجموعات الثقافية المختلفة.
ثقافة وتراث شعب الزغاوة
ثقافة الزغاوة غنية بالعناصر التي تمزج بين الأفريقية والعربية، وبين البدوية والحضرية، وتُعتبر من أعمق الثقافات في المنطقة. تقوم الحياة الاجتماعية على الاحترام المتبادل والترابط القبلي، وتُعد الأسرة النواة الأساسية في بناء المجتمع، بينما تلعب المرأة دورًا محوريًا في الحياة الاجتماعيةوالسياسية الاقتصادية، حيث تشارك في الزراعة والتجارة والامور السياسية. يتميّز الزغاوة بلباسهم التقليدي الذي يجمع بين الأصالة والجمال، مثل الثوب والعمامة او الكدمول التي تُعد رمزًا للهوية والوقار. كما تشتهر مناسباتهم الاجتماعية، خاصة الزواج والحصاد، بـ الرقصات والأغاني الشعبية التي تعبّر عن الشجاعة، الكرم، والحب والبطولة، وتُؤدى بإيقاعات الطبول والصفير الجماعي. ومن أبرز سمات المجتمع الزغاوي نظام “التكافل القبلي” المعروف ، وهو شكل من أشكال التعاون الجماعي الذي يعزز روح التضامن وتُزين أدواتهم المنزلية والأسلحة التقليدية بالنقوش والزخارف التي تحمل رموزًا تشير إلى القوة، الشجاعة، والانتماء القبلي.
حضارة وادي هور
يُعتبر وادي هور أحد أقدم المراكز الحضارية في إفريقيا، وكان في العصور القديمة نهرًا عظيمًا يتدفق من شمال دارفور حتى النيل. حول هذا الوادي قامت حضارات قديمة جدا رى بعض الباحثين أن حضارة وادي هور كانت الجسر الذي وصل بين حضارة النوبة والنيل وبين ممالك إفريقيا الداخلية مثل كانم ولهذا، يُعتبر وادي هور المنبع الجغرافي والتاريخي لشعب الزغاوة. و للزغاوة امتداد لها، حيث مارسوا:
- الزراعة والرعي.
- التجارة بين الصحراء الكبرى ووادي النيل.
- بناء المدن و القرى والممالك المحلية.
مملكة الزغاوة التاريخية
ظهرت مملكة الزغاوة ما بين القرن السابع والعاشر الميلادي، وكانت تُعرف بـ مملكة كانم-. وتميزت بازدهارها الاقتصادي حيث كانت غنية بالذهب والملح والماشية، واشتهرت بالتجارة مع شمال إفريقيا عبر القوافل العابرة للصحراء الكبرى. كان ملوكها يُلقبون بـ “كوي” أو “دِرِّي”، وقد عُرفوا بالحكمة والشجاعة والقدرة على التنظيم السياسي. اعتنق الزغاوة الإسلام في وقت مبكر عن طريق التجار والعلماء القادمين من الشمال، مما جعل المملكة مركزًا للتفاعل الثقافي والديني بين إفريقيا والعالم الإسلامي. تركت مملكة الزغاوة إرثًا عظيمًا تمثل في نظام حكم إداري منظم ساهم في نشر الإسلام واللغة العربية في مناطق الساحل، وحافظت على هوية ثقافية قوية رغم التحولات السياسية الكبرى التي شهدتها المنطقة عبر القرون.
إقليم دار زغاوة
هو تصور ثقافي وسياسي يهدف إلى إحياء الهوية التاريخية والجغرافية لشعب الزغاوة في السودان وتشاد، وجعله إقليمًا إداريًا وتنمويًا يُعرف بـ “إقليم دار زغاوة (إقليم بيربي)”. يستند هذا التصور إلى الإرث الحضاري العريق لوادي هور وممالك الزغاوة القديمة، وإلى رغبة الشعب في حماية اللغة والتراث من الاندثار والاعتراف بالهوية الثقافية إحياء دور الزغاوة في المجتمع السودانية والإفريقية وحقه في التنمية المتوازنة.
علم الزغاوة الثقافي
العلم الثقافي للزغاوة يُستخدم كرمز للهوية التاريخية والوحدة المجتمعية لشعب الزغاوة والانتماء ويُعتبر هذا العلم تعبيرًا بصريًا عن الهوية الثقافية العريقة التي تجمع الزغاوة في السودان وتشاد والمهجر، إذ يرمز إلى الاستمرارية الحضارية والانتماء المشترك للأرض والتاريخ، ويُستخدم اليوم كأداة لإحياء الوعي الثقافي وتعزيز الفخر بتراث الزغاوة في الذاكرة المعاصرة. ويتكوّن العلم من:
- اللون البني الداكن للشريط المحيط بالعلم يعني أن الاقليم محمي بدماء شهدائه.
- أصفر خردلي: يرمز للصحراء، التي تشغل جزء كبير من أرضنا.
- اللون الأخضر: يرمز لبيئة (وادي حور)، الثراء الزراعي، السهول الخضراء والمراعي الطبيعية.
- النجمة يرمز إلى الحرية والمستقبل والسعي للتميز في العلم والمعرفة.
- الأربعة حروف تعني كلمة باريا (لغة الزغاوى) التي تبرز أهمية لغتنا والعمل على تطويرها.
ملاحظة: هذه الموقع الالكتروني ما يزال قيد التطوير والتحديث للصورة النهائية